وذات يوم جاءت همس الى المكتب ولكن لم تجد غير باسل الذى انهمك برسم شيئا فلم يشعر بها حتى نادته بصوت مرتفع
التفت اليها مبتسما وقال : جئت لم يصل احد بعد
لم تجبه لتعلق نظرها باللوحه ثم وجهت عينيها المبتسمه المتساله وقالت : رائعه
اخذها منها وضحك وهو يضعها جانبا وقال : ايهما اكثر هى ام صبا ؟
نظرت اليه بيعينين مشفقه وقالت : باسل اشعر بك حق ولكن .............
اطرق راسه وقال : لا عليكى لن تكون لى اعلم ذلك
اخذ يمرر اصبعه على عينى صبا باللوحه
وابتسم قليلا قائلا : كم هو مؤلم كتمان هذا الامر كلما اراها اخشى ان اسهو للحظه واخبرها بحبى رغم انى اتمنى تلك السهوه كل يوم ولكن يكفينى هذا فانا ارها واسمع ضحكها نظر الى اللوحه وقال هل تعجبك
خذيها هديه منى شعر حينها ان دموعه ستنتصر وتطلق العنان لسقوطها فخرج مسرعا ولكن اصطدم باياد الذى
تفحصه وهو يقول : تبدو منزعجا ما الامر ؟
قال باسل : لا شىء سادخن سيجاره واعود بعد قليل
قال اياد : هل صبا بالداخل ؟
اجابه وهى يبتعد قائلا : لا الم تكلفها بانجاز بعض التوقيعات امس
قال اياد : محق لقد نسيت الامر تماما
كانت همس لازالت شارده فى لوحة باسل وكلماته المختنقه ولكن على صوت اياد الذى تسلل خلفها
وقال وهو ينظر باللوحه : صبا مجددا
قالت همس : كف عن تلك العاده ستصيبنى بازمه قلبيه يوما ما
ابتسم وقال : انى احسدها فهى محظوظه بكى حقا
قالت همس : ولم هى انا اوفر حظا منها
قال اياد : لانك تعتنى بها جيدا لا اجد من يعتنى بى هكذا
نظرت اليه ساخره وقالت : وصبا الا تعتنى بك
قال : لا انا من يعتنى بها فمنذ طفولتنا وانا اعلم انها لا تستطيع فعل شىء بدونى
قالت : لذلك لم تسال عنها
نظر اليها مستخفا قائلا : سالت باسل الان فهاتفها لا يجيب
وهنا دخلت صبا التى القت بنفسها على اقرب مقعد
وقالت : لقد انهكت اليوم امتدت اليها يد باسل بكوب ممتلىء بالقهوه
اخذته فرحه وقالت : شكرا جزيلا اغمضت عينيها وهى تستنشق القهوه بلهفه وباسل يرمقها مبتسما
قال اياد متعجبا : منذ متى وانتى تشربين القهوه
قالت : لم ادمن الا القهوه التى يعدها باسل الم تتذوقها قط
اخذ منها الكوب لتذوقها ثم اعاده منزعجا قائلا : بها القليل من السكر
ابتسم باسل قائلا : انا ايضا اتناولها هكذا القهوه لا تكون الا مره
قالت همس : وانا ايضا اريد ان اتذوقها ولكنى افضلها حلوه
ضحك باسل قائلا : سأعدها لكى بعد ان انهى كوبى ولكن لا تعتادى الامر
ونظر الى اياد وقال : هل تريد انت ايضا ؟
قال : لا شكرا
وفور ان اعد لهمس كوبها لم تكد ان ترتشف منه رشفات قليله حتى انقض عليه اياد ليتذوقه وقال لباسل : انها رائعه حقا
ثم التفت الى صبا وقال اعدى لها كوبا اخر فانا لن اترك هذا الكوب
تغيبت همس فى اليوم التالى لزيارة ابيها لها زياره سريعه
واثناء انهماك ثلاثتهم بالعمل جاءهم زائر تبدو عليه اثار الثراء قال : هل المهندسه همس موجوده ؟
قالت صبا : اسفه لن تاتى اليوم بما اساعدك؟
ظهر عليه الانزعاج وقال : اريد مكالمتها هاتفيها من فضلك
وما هى الا كلمات قليله حتى غادر ذلك الزائر مسرعا
علموا بعد ذلك انه صديق لصاحب المشفى الذين قاموا بتصميمه
تكرر مجيئه اليهم كثيرا لانه يريد من همس القيام بديكورات لمنزله الفخم
وفى احدى تلك الزيارات لاحظت صبا الانزعاج على وجه اياد همست اليه : ما بك ؟
قال : انه لا يريحنى ؟
قالت : لما
قال : دون اسباب
وذات ليله ذهب اياد ليلا الى المكتب لجلب بعض الاوراق الهامه التى سينهى بها بعض الاشياء غدا خارج الشركه
راى همس تهبط من سيارة هذا الشخص اتجه نحوها وهو ينظر بسيارة هذا الزائر الذى انصرف ملوحا لها
قال اياد بعصبيه وهو ينظر الى ساعته : كم الوقت الان
قالت : لقد تاخرت كثيرا اليوم
قال : اين كنتى ؟
قالت : بالمنزل الذى اشرف انا وباسل على ديكوراته
اخذ يلتفت حوله وقال : اين باسل اذن ؟
قالت : غادر مبكرا لان والدته مريضه
قال : عندما يتاخر الوقت بك هاتفى احدنا ليقوم بايصالك ولا تاتى مع غرباء مره اخرى
قالت : لقد شعرت بالتعب لذلك اوصلنى
قال : لا تكرريها ثانيا هيا اصعدى امامى الان
فى الصباح كانت همس شاحبه للغايه وحرارتها مرتفعه
ولكن اصرت على عدم المغادره لان وراءها الكثير لتفعله
طلب باسل من صبا ان تعد لها كوب اعشاب ساخن وذهب ليحضرخافض للحراره
جعلتها صبا تستلقى على الاريكه حتى تعد لها مشروب الاعشاب وخلال دقائق غفت تماما
كانت صبا لازلت مشغوله باعداد المشروب حتى سمعت جلبه من الداخل اسرعت لتجد اياد يتعارك مع ذلك الزائر حتى ادمى وجهه
وقال : ان اتيت هنا مجددا لن تخرج على قدميك
ثم التفت الى همس وقال : كيف ستفسرين لنا الامر؟
قالت همس مندهشه : افسر ماذا ؟
توجه الى صبا بالكلام وقال : اتيت فجاه لاجد هذا الحقير يداعبها بوجهها وهى فى غاية الاستكانه
قالت همس : اخرس لا تكمل
قالت صبا منفعله : ان حرارتها مرتفعه وانا من جعلها تستلقى هنا
صمت اياد بعد ان شعر انه قد اساء الظن
ثم قال : لقد استفزنى المشهد ولكن قاطعته همس قائله : تاكد قبل ان تلقى الى الاتهامات هل اناهكذا بنظرك؟
وخرجت باكيه اسرعت صبا اليها لتوصلها
اما هو جلس لا يعلم ماذا يفعل
عاد باسل ليجد ما حدث فقال : ساذهب الان للاطمئنان عليهما يجب ان تعتذر منها غدا
فى الصباح كان اياد قلقا من ردة فعل همس فتاخر بالحضور
اما هى فقررت عدم الذهاب