عبدالله بن عمر
هو عبدالله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن العزى بن رباح بن بني عدي ، ابن أمير المؤمنين و ثاني الخلفاء الراشدين والفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل أسلم عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قديماً في مكة قبل البلوغ ، حيث لم يكن عمره حينها يتجاوز العاشرة ،و هاجر مع أبيه وأمه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، فعاش في بيت مسلم ونشأ على الإسلام منذ نعومة أظافره
كان عبدالله رضي الله عنه شغوفاً بالجهاد قبل بلوغه سن القتال ، فعرض نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، فلم يأذن له رسول الله بالخروج ، وفي غزوة أحد عرض ابن عمر نفسه على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابن أرب عشرة سنة، فرده ولم يأذن له ، وفي غزوة الأحزاب كان قد بلغ خمس عشرة سنة فعرض نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له رسولنا الكريم و شارك فيها و أبلى بلاءً حسناً، وشهد بعد ذلك المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد شهد أيضاً فتح مكة وهو ابن عشرين سنة
كان رضي الله عنه كثير العبادة يكثر من الصلاة و الصيام وقراءة القرآن ، فقد كان لا ينام الليل إلا قليلاً ، ولقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاح ، فقد روى الإمام الترمذي في سننه بسناد حسن صحيح عن ابن عمر قال : رأيت في المنام كأنما في يدي قطعة استبرق ، ولا أشير بها إلى موضع في الجنة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخاك رجل صالح
و عن محمد بن زيد قال: أخبرنا أبي أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء ، فيصلي فيه ما قدر له ثم يصير إلى الفراش ، فيغفي إغفاءة الطائر ، ثم يقوم فيتوضأ فيصلي و يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة
أما عن صيام التطوع فقد كان منهجه رضي الله عنه لا يصوم في السفر حتى صيام الفريضة محبذاً الأخذ بالرخص ، وذلك لأن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحبأن تؤتى عزائمه، و أما في الحضر ، فكان قلما يفطر رضي الله عنه
و كان عبدالله بن عمر حريصاً على صلاة الجماعة ، فإن فاتته صلاة بات يحيي ليلته كلها لفواتها