كانت الأم وحيدة بالمنزل تنتظر عودة زوجها وابنها ليعود من المدرسة ...
كانت تجلس في الحديقة وهي تشرب كوباً
من القهوة اللذيذة سمعت صوت كلب كان صوتاً ضعيفاً وخفيفاً ... " من أين يأتي الصوت ؟؟ " ..
تساءلت بنفسها..
نهضت من مكانها وبدأت بتتبع الصوت حتى وصلت إلى باب المنزل الخارجي فتحته ببطء فوجدت جرواً
صغيراً أمام باب المنزل مستلقياً والدماء تسيل منه , شهقت المرأة ووضعت يدها على فمها ثم قالت
بشفقة : يا لك من مسكين ! .
في هذهِ الأثناء وصل زوجها من العمل وعندما نزل من سيارته أسرعت له وهي تقول : تعال بسرعة هنالك جرو مصاب .
أخذته من يده والرجل لم يفهم شيئاً , عندما وصل الرجل إلى الجرو أحس بشعور غريب يسري بجسده
فرفع الجرو رأسه وظل يحدق بالرجل , انزعج الرجل ولم يشعر بالارتياح لهذا الجرو المريب , لكن
زوجته ألحت عليه بأخذ الجرو إلى الطبيب البيطري .. وافق الرجل وأخذا الجرو معاً إلى الطبيب ..
قام الطبيب بفحص الجرو وبعد قرابة الساعتين خرج الطبيب وقد كان مذهولاً ومصدوماً فسألته المرأة
بسرعة: كيف حاله ؟؟ ..
الطبيب : لقد استخرجنا منه رصاصتين !!! ..
تدخل الرجل : ماذا تقول ؟؟ كيف ذلك ؟؟ ..
الطبيب : وكيف لي أن اعرف أنا ؟؟ هنالك من قام بإطلاق النار عليه لسبب ما .. عموماً الجرو الآن
بخير ستأخذانه بعد أن تستقر حالته ...
اخذ الرجل والمرأة الجرو لمنزلهما . بدءا برعاية الجرو وتقديم كل ما يحتاج له .
لكن الرجل أصبح اهتمامه بالجرو غريباً وكأنه يحبه أكثر من ابنه , يأخذه معه لكل مكان , ويجلب له كل
شيء . كان يقضي ساعات مع الجرو بغرفة مكتبه .. حتى ابنه شعر بالغيرة من الجرو ولم يكن يحبه ابداً .
كان الجرو قذراً جداً .. تقوم المرأة بتنظيفه دائماً ويرجع لقذارته !!! .
وبرغم ذلك كان الأب يحب الجرو كثيراً , كان الجرو برفقته دائماً أينما يذهب .
أصبح الأب عصبي جداً ويغضب لأتفه الأمور .. وأصبح يتشاجر مع زوجته يومياً وأهمل ابنه .
في إحدى الليالي لم تجد المرأة زوجها بجانبها فنزلت للدور السفلي في ساعة متأخرة من الليل لترى ما
إذا كان الزوج بالمكتب , وصدق حدسها , فأرادت طرق باب المكتب لكن استوقفها صوت زوجها وهو
يتكلم مع شخص ما .. كان الشخص الذي يتكلم معه زوجها صوته مخيف وغليظ , وعندما حاولت ان
تفهم شيئاً من كلامهما سكن كل شيء ولم تعد تسمع سوى دقات قلبها المضطربة , ففتح زوجها الباب فجأة وقال بضيق : ماذا تفعلين هنا ؟ .
الزوجة : مع من كنت تتحدث ؟؟ .
الرجل : لا احد .. لا يوجد احد سواي هنا .. ولدي عمل يجب ان أكمله بسرعة .. هيا اذهبي لتنامي .
الزوجة بإصرار : كيف ذلك ؟ لقد سمعتك تتحدث مع احدهم .
فتح زوجها الباب وقال : انظري لا يوجد احد .
فنظرت الزوجة وكانت المفاجأة لم تجد احد بالمكتب !!! فقالت بتردد : حسناً سأذهب لأنام ربما تخيلت
ذلك . لكن ما شد انتباهها هو الجرو .. أين الجرو ؟؟ هو دائماً مع زوجها .. ولما تصرفات زوجها المريبة ؟؟! .
بدأ يتكرر الأمر يومياً وأصبحت يومياً تسمع زوجها يتحدث لكن لم تعرف مع من . وتطور الأمر .. بدأ
الزوج بمنع زوجته وابنه من الاقتراب من المكتب , لكن المرأة طفح كيلها ولم تستطع التحمل .
وفي احد الأيام عندما كان الزوج بعمله اتجهت للمكتب وفتحت الباب بقوة فلم تجد سوى الجرو جالساً
على مكتب زوجها !! .
نظرت المرأة إلى الجرو وقالت بتساؤل : ما الذي أتى بك إلى هنا ؟؟ .. وعندما اقتربت منه لتحمله
توقفت فجأة وبدأت تحدق بالجرو والجرو يحدق بها فسحبت المقص الموجود على المكتب وبدأت بقص
شعرها بجنون وهي تحدق بالجرو ثم توقفت فجأة وحاولت قص أصابعها بالمقص فتلوثت ملابسها
بالدماء فدخل ابنها المنزل وسمع بكاء أمه فركض إلى مصدر الصوت , فوجد أمه وهي جاثيه على ركبتيها وتغطي وجهها بكفوفها المضجرة بالدماء .
لم يستطع ابنها تحمل بشاعة المنظر فتقيأ على الأرض فنظرت الأم بسرعة إلى ابنها وكان وجهها
ملطخاً بالدماء ومرعب فقامت ببطء ومشت نحو ابنها وهي تقول كالمجنونة : كيف تتقيأ على الأرض
؟؟ من سينظف الأرض الآن ؟؟ يجب أن أتخلص منك حتى لا تتقيأ على الأرض مرة أخرى !!! .
شعر الطفل المسكين بالرعب من أمه وشكلها المخيف فبدأ بالركض وهي تركض خلفه فتعثرت الأم
ووقعت لكنها لم تيأس , أمسكت ابنها من قدمه , فوقع الابن على الأرض وهو يبكي ويصرخ , فسحبته
الأم إليها حتى صارت فوقه وأطبقت يداها على رقبته الصغير وقامت بخنقه ..
فقال ابنها وهو يبكي : أمي أرجوك توقفي .. سأموت .. توقفي أرجوكِ .
بدأت الأم تستعيد وعيها فخففت من شدة يداها وهي تقول : ابني المسكين يا الهي ما الذي يحصل لي أنا ....
وما كادت تكمل كلامها حتى اخترقت رصاصة من سلاح الزوج رأسها فاردتها قتيله , بدأ الطفل
بالصراخ منادياً أمه وهو يبكي ونظر إلى أباه , كان الأب واقفاً ونظرة باردة على وجهه , كان يحمل
الجرو بيد والسلاح بيده الأخرى .
تقدم الأب نحو ابنه , أما الطفل فكأنه فهم نية أباه فقام بخوف وبسرعة ليركض , لكن تكوم بعد أن
استقرت رصاصه بصدره ..
كان هنالك صوتاً برأس الرجل يقول له : لا تخف فعلت الصواب .. كان عليهما أن يموتا .. لا يجب على
أي احد أن يعرف بسرنا !! .
جلس الأب على الأريكة وبجانبه الجرو وبدأ يبكي ويصرخ بصوت عالٍ , فنظر إلى الجرو بجانبه وقال
بغضب : أنت السبب .. أنت فعلت كل هذا .. وصوب السلاح نحو الجرو ليقتله لكنه لم يستطع , شيء ما
كان يوقفه , وكان الجرو يجلس بسكون وهدوء وكأن شيئاً لم يحصل !! .
اقتحمت الشرطة المكان ببلاغ من الجيران عندما سمعوا وقع إطلاق نار .. ألقت الشرطة القبض على
الرجل وهو يصرخ : لست أنا .. انه الكلب! .. الكلب من فعل ذلك .. أنا بريء !!! .
احد رجال الشرطة جذبه شكل الجرو فقام بحمله : آوه يا لك من جروٍ لطيف .. لا تخف سأخذك معي إلى
بيتي .